تعليم ي

في أمريكا، يُطلب من المعلّمين الجدد أن يخضعوا لتدريب مع معلّم آخر أكثر خبرة، ليتعلموا منه كيف يدرّسون ويطبّقون الأساليب التعليمية.

كنت أُعرف بأني “لطيفة أكثر من اللازم”.

فقرّروا أن يضعوني مع معلّمة من بلاد الشام، لها سمعة قوية مع طلابها. كنت متحمسة جدًا للتعلّم منها.

لكن سرعان ما اكتشفت أن المطلوب مني هو أن أتعلم كيف أصرخ على طلابي.

وبحسن نيّة، اعتقدت أن هذا هو السرّ في نجاحها… فبدأت أقلّدها.

مرت السنوات، حتى أدركت أن الطلاب مثل الطين… نحن نشكّلهم.

وإن شكّلناهم بقلبٍ غاضب أو نوايا غير صافية، سينعكس ذلك عليهم.

استغرق الأمر وقتًا طويلًا لأتخلّى عن كل ما تعلمته منها، وأعود ببساطة لأكون نفسي.

واليوم… طلابي يثقون بي، ويتعلمون بسرعة.

تذكّرت أن معلمتي السابقة كانت تحصل على نتائج — لكن ليس لأن الصراخ هو الحل، بل لأنه كان الحل المناسب لها.

أما أنا، فجوابي اليوم هو أن أزرع في طلابي حبّ التفكير، والاحترام للتعلّم.

طلابنا مختلفون، وأنا فخورة بهم جدًا.

فأن تكون “صادقًا” مع نفسك في الصف… هذا هو التعليم الحقيقي